قد يكون النمل صغيرًا، لكن يمكنه أن يوجه لكمة لاذعة. تطلق العديد من أنواع النمل مواد كيميائية ذات رائحة قوية عندما تكون غاضبة أو مهددة أو يتم سحقها. يطلق النمل ذو الفك المصيدة رائحة الشوكولاتة عند الانزعاج، بينما يكتسب نمل السترونيلا اسمه من رائحة الليمون التي تنبعث منها.
وفي الوقت نفسه، تم تشبيه رائحة النمل المنزلي ذات الرائحة بالجبن الأزرق أو جوز الهند الفاسد. وذلك لأن المواد الكيميائية التي يطلقها، كيتونات الميثيل، يتم إنتاجها أيضًا بواسطة بكتيريا البنسليوم التي تنضج الجبن الأزرق وتنمو على جوز الهند المتعفن.
حمض الفورميك هو مادة كريهة أخرى تنبعث من العديد من أنواع النمل. نمل الخشب ، على سبيل المثال، ينتج كميات كبيرة من مادة الخل في غدته السامة لرشها على الفريسة والمهاجمين.
وعندما يموت النمل لأسباب طبيعية، فإنه يفرز حمض الأوليك، وهو الحمض الدهني الرئيسي الموجود في زيت الزيتون. وهذا يعطي النمل الميت رائحة “السلطة الطازجة”، والتي تعمل بمثابة إشارة كيميائية لبقية المستعمرة لتنظيف الجثث قبل أن تبدأ في التحلل.
ومع ذلك، فإن الروائح ليست سوى قمة جبل الجليد، لأن النمل لديه لغة كاملة تعتمد على الرائحة.
هل من الممكن أن نتحدث بهذه اللغة؟ وكشف استطلاع مخصص لحوالي 700 شخص على موقع X ، المعروف سابقًا باسم تويتر، أن 20% فقط من المشاركين ادعوا أن لديهم القدرة على شم النمل. وكان الباقي في حيرة بعض الشيء.
وقد يعكس هذا الاختلال في التوازن ببساطة الافتقار إلى الفضول ــ ففي نهاية المطاف، لم يحاول العديد من الناس شم رائحة نملة ــ ولكن من المرجح أن يلعب علم الوراثة دوراً أيضاً.
مثلما أن بعض الناس غير قادرين على شم “بول الهليون” بسبب طفرة في الجين الرئيسي المرتبط بالرائحة، فإن الخلل في الشفرة الوراثية قد يمنع بعض الناس من اكتشاف روائح النمل الرئيسية.
هذه المقالة هي إجابة على السؤال (الذي طرحته فيبي فاريل عبر البريد الإلكتروني) “هل يمكنك أن تشم رائحة النمل؟”