ما هي أحدث دولة في العالم؟

إذًا، كيف تنشأ الدول الجديدة؟ وعلى الرغم من عدم وجود قواعد رسمية في حد ذاتها. إلا أن هناك معايير مقبولة بشكل عام ومتأصلة في القانون الدولي. عرّفت اتفاقية مونتيفيديو لعام 1933 الدولة بأنها وحدة ذات سيادة يمكنها تلبية أربعة معايير: وجود سكان دائمين. وتحديد الحدود الإقليمية. وامتلاك حكومة، والقدرة على الدخول في اتفاقيات مع الدول الأخرى.

علاوة على ذلك، تم استكشاف مفهوم تقرير المصير – العملية التي من خلالها تقوم مجموعة من الناس بتشكيل دولتهم الخاصة واختيار حكومتهم – في وثائق وإعلانات الأمم المتحدة، بدءاً بميثاقها لعام 1945. ومع ذلك، حتى عندما يبدو أن المعايير المذكورة أعلاه قد تم استيفاؤها. فإن الاستقلال المعترف به دولياً ليس نتيجة مفروغ منها. وما يشكل في كثير من الأحيان حاجزًا على الطريق هو مقاومة الدولة التي يريد الكيان الانفصال عنها وعدم القدرة على الحصول على اعتراف رسمي واسع النطاق من الدول الأخرى في العالم.

مصر وبريطانيا

كان جنوب السودان في الأصل الجزء الجنوبي من السودان. الذي حصل على استقلاله في عام 1956 بعد أن حكمته مصر وبريطانيا العظمى . كان سكان السودان متنوعين تمامًا، مع وجود اختلاف صارخ بين سكان الأجزاء الشمالية والجنوبية من السودان: كان الشمال يهيمن عليه أتباع الإسلام. ومعظمهم يتحدثون العربية ويُعرفون على أنهم عرب، بينما يميل سكان الجنوب إلى أن يكونوا من المجموعات العرقية الأفريقية. أو أتباع المسيحية أو الديانات الأفريقية التقليدية. والمتحدثين بمختلف اللغات الأفريقية الأصلية الذين جاءوا لاستخدام اللغة الإنجليزية كلغة أساسية للتعليم. واجهت إدارات ما قبل الاستقلال وبعده، والتي كانت تتمركز في الشمال. صعوبة في الحصول على قبول جميع الدوائر السياسية المتنوعة في السودان، وخاصة تلك الموجودة في الجنوب،. مما أدى إلى تهميش السكان هناك. ومع اقتراب استقلال السودان المرتقب. كان سكان جنوب السودان، الذين لم يتلقوا سوى تمثيل ضئيل للغاية في الإدارة الجديدة التي تشكلت في عام 1954. يخشون من تزايد هيمنة الحكومة الشمالية عليهم. ساهمت التوترات المتزايدة في المقاومة المسلحة وحربين أهليتين طويلتين وقعتا في 1955-1972 و1983-2005.

السلام الشامل

إن اتفاق السلام الشامل الذي تم التوصل إليه في عام 2005 والمدعوم دولياً، والذي تم صياغته لإنهاء الصراع الطويل الأمد بين الشمال والجنوب، منح جنوب السودان وضعاً شبه ذاتي ونص على عقد استفتاء على الاستقلال في غضون ست سنوات. أُجري الاستفتاء في يناير/كانون الثاني 2011، حيث اختار حوالي 99% من الناخبين الانفصال، وأعلن جنوب السودان، بدعم من المجتمع الدولي، استقلاله في وقت لاحق من ذلك العام.