فوائد قشر البيض في تصنيع البلاستيك

فوائد قشر البيض كثيرة وآخرها ما سنقدمه في التقرير التالي.. ولك أن تتخيل أن هناك مادة تشبه البلاستيك يمكنها امتصاص العناصر الغذائية الزائدة من الماء واستخدامها كسماد عندما تتحلل؟

تم إنشاء هذا المنتج – وهو مادة “بلاستيكية حيوية” – بواسطة أستاذ الكيمياء بجامعة ساسكاتشوان (الولايات المتحدة الأمريكية) الدكتور لي ويلسون  وفريقه البحثي الذي تم تفصيله في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في  مجلة الجمعية الملكية لاستدامة الكيمياء .

يضم فريق البحث مرشح الدكتوراه بيرند جي كيه ستيجر وطالب البكالوريوس نام بوي وزميل ما بعد الدكتوراه المتدرب بولانلي إم بابالولا.

وقال: “لقد صنعنا مادة بلاستيكية حيوية تعمل كمادة ماصة وتخرج الفوسفات من الماء، حيث تمثل المستويات المرتفعة من الفوسفات في المياه السطحية مشكلة كبيرة للأمن المائي العالمي”. “يمكنك حصاد تلك الكريات وتوزيعها كسماد زراعي.. وهذه واحدة من أكبر فوائد قشر البيض ”

يركز ويلسون، عضو المعهد العالمي للأمن المائي (GIWS)، وفريق مختبر الأبحاث التابع له، على تطوير أشكال من “البلاستيك الحيوي” – وهي مادة تشبه البلاستيك ولكنها مصنوعة من مواد بيولوجية (أو مواد حيوية) مصممة تتحلل.

مثل البلاستيك.. يمكن استخدام البلاستيك الحيوي بعدة طرق، بدءًا من مواد التعبئة مثل صناديق البلاستيك الحيوي أو الأكياس البلاستيكية المصممة لاحتواء المواد الغذائية.

هذه المادة البلاستيكية الحيوية عبارة عن حبيبات مركبة بيولوجيًا تحتوي على السكاريد البحري (الكيتوزان) وهي أحد أهم فوائد قشر البيض  وقش القمح. والحبيبات عبارة عن مادة “حلقة مغلقة” خاصة بها تمتص الفوسفات من مصادر المياه ثم تستخدم كمصدر للأسمدة للتطبيقات الزراعية.

الفوسفات هو عنصر غذائي أساسي يستخدم عادة في الأسمدة الزراعية. وباعتباره مادة كيميائية رئيسية في زراعة الغذاء في جميع أنحاء العالم، فإن وجود فائض من الفوسفات في مصادر المياه يمكن أن يؤدي إلى زيادة نمو النباتات المائية،  مثل الطحالب الخضراء الزرقاء . يمكن للطحالب الخضراء المزرقة إطلاق السموم الضارة بالإنسان والحيوان.

نظام الحلقة المغلقة

يعد الفوسفات أيضًا موردًا غير متجدد ويتم الحصول عليه من خلال تعدين صخور الفوسفات. تمتلك معادن الفوسفات مخزونًا محدودًا ويمكن استنفادها عندما تتسرب من الأرض إلى مصادر المياه المحيطة.

يعد نظام الحلقة المغلقة هذا حلاً بديلاً لاستخراج الفوسفات واستخدام العناصر الغذائية الموجودة بالفعل في مصادر المياه بدلاً من ذلك. وهو أيضًا بديل للمنتجات التي تستخدم الطلاءات البلاستيكية لتوصيل الأسمدة إلى الأراضي الزراعية، مما يؤدي في النهاية إلى تلوث البلاستيك الدقيق.

تشكل المواد البلاستيكية الدقيقة مصدر قلق متزايد في العالم – ولم يُعرف بعد تأثيرها طويل المدى على البشر والحيوانات والبيئة.

وقال: “عندما تتحلل هذه (المواد البلاستيكية) في البيئة، فإنها ستشكل في الواقع جسيمات بلاستيكية دقيقة”. “إن حجم المواد البلاستيكية الدقيقة يبلغ مستوى ميكرون واحد أو أقل في حجمها المادي. فهي تحتوي على مواد ملدنة ومواد كيميائية أخرى يمكن أن تلوث المياه.

وأوضح ويلسون أن المواد الكيميائية التي تضاف لجعل البلاستيك ناعمًا هي التي تجعل المادة سامة. كلما كان البلاستيك أكثر مرونة أو ليونة، زاد احتمال إضافة المزيد من المكونات.

وأوضح أن البلاستيك المستخدم في زجاجات المياه، أو الجلود البلاستيكية، أو حاويات الحلوى، مصنوع من مادة البولي بروبيلين، أو البولي إيثيلين، وهي مواد قوية تحتوي على مواد كيميائية مضافة يمكن أن تتسرب من المنتج في مدافن النفايات عندما تتسرب المياه من خلالها.

 

جزيئات صغيرة

وقال ويلسون: “خلال العقد الماضي، عندما يتحلل البلاستيك إلى جزيئات صغيرة، يمكنه الوصول إلى الطعام والتغلغل في الخلايا”. يمكن أن تصل المواد البلاستيكية الدقيقة إلى المحيطات، وإلى المياه الجوفية، وإلى النباتات التي يتم حصادها ومعالجتها وتحويلها إلى غذاء.

“إذا وضعت حاوية سمن بلاستيكية في الفناء الخلفي لمنزلك ودفنتها، فقد تبقى هناك لمدة 50 عامًا أو أكثر حتى تبدأ في الانهيار. لكن تلك الجزيئات الصغيرة هي التي تضر بصحة الإنسان.

وأضاف: “مع البلاستيك الحيوي، يمكنك تجنب كل ذلك وستحصل بشكل أساسي على شيء يتحلل إلى مكوناته الأصلية أو يمكن تحويله إلى سماد أو تحلله بسهولة أكبر من خلال العمليات الطبيعية”.

 

وأضاف ويلسون أن تقليل المواد الاصطناعية والمواد البلاستيكية في البيئة سيكون له تأثير أيضًا. على سبيل المثال، إذا كان البلاستيك مصنوعًا من البلاستيك الحيوي بنسبة 90 في المائة و10 في المائة من المواد الاصطناعية، فإن ذلك من شأنه أن يقلل من الحمل الإجمالي في البيئة وربما يسمح للبلاستيك بالتحلل بسهولة أكبر.

“إحدى المشكلات المتعلقة بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة هي أن هناك الكثير من التكنولوجيا المتاحة لإزالة البلاستيك من المحيط، ولكن هناك الاستعداد والإرادة السياسية (لمنع ذلك) ولكن العلم والتكنولوجيا موجودان بالفعل.”