الفئران تهين الذكاء الاصطناعي.. كيف ذلك؟
تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا كميات هائلة من موارد الحوسبة للقيام بشيء تفعله الفئران بشكل طبيعي: التعرف على الأشياء المغطاة جزئيًا أو الموجودة في مواضع مختلفة. ويأتي هذا الكشف المفاجئ من دراسة علمية تسلط الضوء على القيود الحالية للذكاء الاصطناعي.. ما وصفه البعض بأن الفئران تهين الذكاء الاصطناعي.
الفئران تهين الذكاء الاصطناعي
وتكشف دراسة جديدة نشرت في مجلة Patterns أن الباحثين في معهد SISSA في إيطاليا طوروا تجربة تضع الذكاء الاصطناعي في مواجهة رؤية الفئران ، وكانت النتائج مذهلة. وأظهرت الأبحاث أنه مع تزايد حاجة الذكاء الاصطناعي إلى قوة حوسبة أكبر، ظلت الفئران فعالة دون بذل جهد واضح.
عندما تتفوق الطبيعة على التكنولوجيا
لدى الفئران عيون تقع على جانبي رؤوسها، وهي ميزة تمنحها مجال رؤية أوسع وتساعدها على اكتشاف الحيوانات المفترسة في البرية. الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن عيونهم تتحرك في اتجاهين متعاكسين اعتمادًا على وضع رؤوسهم ، مما يمنحهم مظهرًا متقاطعًا عندما ينظرون إلى الأسفل.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت مهم، حيث بدأ الاتحاد الأوروبي في وضع قواعد صارمة لتنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعي . وتظهر النتائج أنه على الرغم من أن بعض الخبراء يتحدثون بالفعل عن الذكاء الفائق، فإن الطبيعة تعلمنا أن الذكاء الاصطناعي لا يزال أمامه طريق طويل قبل أن يصبح ما يقول العديد من الأنبياء أنه سيكون قريبًا.
وفي التجربة، قام العلماء بتدريب الفئران باستخدام المكافآت للتعرف على الأشياء الموجودة على الشاشة. من جانبه، كان على نظام الذكاء الاصطناعي أن يتكيف لمحاكاة الرؤية المحدودة لهذه الحيوانات. لقد ثبت أن كفاءة دماغ الفئران مثيرة للإعجاب، مقارنة ببرنامج كمبيوتر من المفترض أنه يعرف كل شيء.
يأتي هذا في الوقت الذي يعترف فيه سام ألتمان بأن ChatGPT كان يجب أن يكون مفتوح المصدر ، وهو ما قد يساعد في إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قدرة. وتكشف الدراسة أيضًا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية تتطلب موارد أكثر بكثير للمهام التي تؤديها الأدمغة البيولوجية بشكل طبيعي وفعال.
يوضح ديفيد زوكولان، عالم الأعصاب في SISSA ومؤلف الدراسة ، أن “الفئران، والتي غالبًا ما تعتبر نماذج رديئة للرؤية، تظهر في الواقع قدرات متطورة تجبرنا على إعادة التفكير في إمكانات نظامها البصري، وفي الوقت نفسه، حدود الشبكات العصبية الاصطناعية”.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي يحقق تقدماً مهماً في مجالات مثل الطب والقانون، فإنه لا يزال لديه الكثير ليتعلمه من الطبيعة. ويشير الباحثون إلى أن دراسة الرؤية لدى الفئران يمكن أن تكون بمثابة نموذج لتحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية ، وخاصة في مهام التعرف البصري التي تتطلب القدرة على التكيف والكفاءة.
اقرأ:
كيفية توصيل سماعات البلوتوث بجهاز كمبيوتر يعمل بنظام Windows