خاص لوكالة الأنباء العربية| الاحتفال بالمولد النبوي بين الإيجاز والجدل الفقهي
يشهد العالم الإسلامي سنويًا احتفالات واسعة بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن هذه الاحتفالات تواجه جدلًا فقهيًا واسعًا حول مشروعيتها. وفي هذا السياق، تبرز آراء متباينة بين دار الإفتاء المصرية وبعض رجال الدين في السعودية.
مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين الإيجاز والرفض
تؤكد دار الإفتاء المصرية مشروعية الاحتفال بمولد النبي، مستندة إلى ما روي عن استخدام الدف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المناسبات السعيدة، وترى أن الاحتفال بالمولد هو احتفاء بالنبي نفسه، وهو أمر مقطوع بمشروعيته. كما تؤكد على أن استخدام الآلات الموسيقية في حد ذاته ليس حرامًا، بل إن الحكم يرتبط بما يرافق هذا الاستخدام من أفعال وأقوال.
بينما تؤكد الدكتورة صفاء سيد، أستاذ الفقة والشريعة “لوكالة الأنباء العربية”، بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مؤكدة أن الرسول صلى الله علية وسلم لم يحتفل بعيد ميلاده، ولا لأحد من أولاده، وكذلك الصحابة لم يحتفلوا بالمولد النبوي الشريف.
وأضافت د. صفاء خير دليل على عدم جواز الاحتفال به أن الرسول الكريم كان هو الأحق بالاحتفال بمولده إذا كان ذلك مشروعًا، فالاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو عادة عربية فقط، ولكنها ليست من السنن التي يجب اتباعها.
وعن حلاوة المولد النبوي قالت أستاذ الشريعة. يجوز شراء الحلوى وتناولها في أي وقت ولكن من الأفضل مخالفة ذلك اليوم. مشيرة إلى ضرورة شرائها في يوم مختلف عن يوم المولد النبوي. حيث يمكن شراؤها قبل ذلك اليوم أو بعده. لأنها وللأسف لا توجد بكثرة في الأيام العادية. فمن الممكن أن نشتريها لأولادنا، فإن تناولها ليس بحرام. ولكن بعيدًا عن يوم المولد.
رأي رجال الدين في السعودية
على الجانب الآخر، يرى بعض رجال الدين في السعودية، مثل الشيخ علي الحذيفي ومفتي المملكة السابق عبدالعزيز بن باز، أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة لا أصل لها في الإسلام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يحتفلوا بمولده. ويؤكدون أن أفضل طريقة للاحتفال بالنبي هي اتباع سنته، والعمل بأوامره، واجتناب منهياته.
هذا الاختلاف في الرأي يعود إلى اختلاف في فهم النصوص الدينية وتطبيقها على الواقع. فبينما ترى دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بالمولد هو وسيلة للتعبير عن الحب والاحترام للنبي، يرى البعض الآخر أن هذا الاحتفال يمثل بدعة ابتدعها الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
يبقى الجدل حول مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي مفتوحًا، ولكل فريق من الفريقين حججه وأدلته. وفي النهاية، فإن على كل مسلم أن يتحرى الدقة في اختيار الرأي الذي يتبعه، وأن يستند إلى الأدلة الشرعية الصحيحة.
وفي النهاية. يبقى الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة دينية واجتماعية مهمة بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. بغض النظر عن الاختلاف في الرأي حول مشروعيتها. ففي النهاية. فإن الهدف المشترك هو التعبير عن الحب والاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم. والعمل على نشر تعاليمه السمحة في المجتمع.