الشعر العربي المعاصر.. حوار مع الناقد الأدبي عبد الرحيم الصبحي
في حوار خاص مع وكالة الأنباء العربية، تحدث الناقد الأدبي عبدالرحيم الصبحي عن الشعر العربي المعاصر، مسلطاً الضوء على التحديات التي يواجهها الشعراء اليوم، وتأثير التكنولوجيا على الأدب، ودور الشعر في المجتمع الحديث. إليكم مقتطفات من الحوار.
تحديات الشعر العربي المعاصر
سؤال: ما هي التحديات الرئيسية التي يواجهها الشعر العربي المعاصر؟
عبد الرحيم الصبحي: “الشعر العربي المعاصر يواجه عدة تحديات، من أبرزها فقدان الاهتمام الكبير بالشعر مقارنة بالقرون السابقة. التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة غيرت طريقة استهلاك الناس للأدب والثقافة، مما جعل الشعر يحتل مساحة أصغر في حياة الناس. هناك أيضًا تحدي الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية في ظل العولمة.”
تأثير التكنولوجيا على الشعر العربي المعاصر
سؤال: كيف ترى تأثير التكنولوجيا على الشعر والشعراء؟ عبد الرحيم الصبحي: “التكنولوجيا لها وجهان؛ الأول إيجابي والثاني سلبي. من الجانب الإيجابي، وفرت التكنولوجيا منصات جديدة للشعراء لنشر أعمالهم والتواصل مع جمهور أوسع. الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي سمحت للشعر بأن يصل إلى أماكن لم يكن ممكنًا الوصول إليها سابقًا. أما من الجانب السلبي، فقد أدى الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي إلى تشتت الانتباه وتقليل الوقت الذي يقضيه الناس في قراءة الشعر بتركيز وتمعن.”
دور الشعر في المجتمع الحديث
سؤال: ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الشعر في المجتمع الحديث؟
عبد الرحيم الصبحي: “الشعر هو صوت الروح ومرآة الثقافة. في المجتمع الحديث، يمكن للشعر أن يكون وسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية. يمكن أن يلهم الناس ويحثهم على التفكير النقدي والإبداع. الشعر أيضًا يمكن أن يكون وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية في مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة والتغيرات الاجتماعية.”
المحافظة على الهوية الثقافية
سؤال: كيف يمكن للشعراء المعاصرين المساهمة في المحافظة على الهوية الثقالية؟
عبد الرحيم الصبحي: “يمكن للشعراء المعاصرين المساهمة بشكل كبير من خلال التأكيد على القيم الثقافية واللغوية في أعمالهم. يجب أن يكون هناك توازن بين التجديد والابتكار في الأسلوب والموضوعات وبين الحفاظ على الجذور والتقاليد الشعرية. أيضًا، تشجيع الشباب على القراءة والكتابة باللغة العربية وتعزيز الفخر بالتراث الأدبي يمكن أن يسهم في المحافظة على الهوية الثقافية.”
تشجيع الأجيال الجديدة
سؤال: ما هي نصيحتك للشعراء الشباب الذين يريدون دخول عالم الشعر؟
عبد الرحيم الصبحي: “أنصح الشعراء الشباب بالقراءة المستمرة والانفتاح على مختلف المدارس الشعرية. يجب عليهم أن يتعلموا من الكبار ولكن أيضًا يسعوا لإيجاد أصواتهم الخاصة. عليهم أيضًا أن يكونوا صادقين في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، وأن لا يخافوا من التجريب والابتكار. الأهم هو الإيمان بقوة الكلمة والالتزام بقضايا المجتمع والإنسانية.”
الخاتمة
اختتم الناقد الأدبي عبد الرحيم الصبحي حديثه بالتأكيد على أن “الشعر سيظل دائمًا جزءًا لا يتجزأ من روح الثقافة العربية، وأنه رغم التحديات، فإن الشعراء لديهم القدرة على تجديد الشعر وإبقائه حيًا وملهمًا للأجيال القادمة. على الشعراء أن يحملوا مشاعل الأدب وينيروا دروب المستقبل بالكلمة الصادقة والمعبرة.”