الفرق بين الزلزال والهزة

ما الفرق بين الزلزال والهزة الأرضية؟

لطالما استخدمت مصطلحات “الزلزال” و”الهزة الأرضية” بشكل شبه تبادلي في اللغة اليومية وعند تناول الأخبار، مما أوجد خلطاً شائعاً حول دلالة كل منهما.. ويتسائل الكثير عن الفرق بين الزلزال والهزة الأرضية.

فكلاهما يشيران إلى ظاهرة طبيعية واحدة هي اهتزاز سطح الأرض نتيجة تحرر مفاجئ للطاقة من باطنها.. غالباً بسبب حركة الصفائح التكتونية.

ومع ذلك فإن الفارق الجوهري بين المفهومين لا يكمن في سبب الحدوث. بل في مقدار القوة والشدة والتأثير، وهو ما سنتناوله بالتفصيل في الفقرات التالية.

الفرق بين الزلزال والهزة الأرضية

التعريف العلمي واللغوي.. منشأ واحد وتأثيرات متباينة

من الناحية العلمية الجيولوجية البحتة. الهزة الأرضية هي مصطلح شامل يصف أي اهتزاز لسطح الأرض، سواء كان قوياً أو ضعيفاً. بينما يُعد الزلزال (أو “الزلازل”) في سياقه العلمي الشائع بمثابة وصف لـهزة أرضية بالغة القوة تُطلق كمية هائلة من الطاقة، وتكون قادرة على إحداث دمار واسع وتغيير في التضاريس. الفارق هنا أشبه بالفرق بين “الرياح” و”الإعصار”. كلاهما حركة هواء، لكن الشدة والتأثير يختلفان جذرياً.

ولعلّ التمييز بينهما يصبح أكثر وضوحاً عند التطرق إلى أداة القياس الأساسية، وهي مقياس ريختر (أو مقياس ماغنتيتيود الموجة السطحية).

فغالباً ما يستخدم مصطلح “هزة أرضية” لوصف الاهتزازات التي تكون قوتها أقل من 5 درجات على مقياس ريختر، وهي هزات قد تكون محسوسة بشكل واضح ولكنها نادراً ما تتسبب في أضرار جسيمة في البنية التحتية.

مقياس القوة.. الحد الفاصل بين هزّة وزلزال كارثي

يأتي هنا دور الزلزال، الذي يستخدم غالباً للإشارة إلى النشاط الزلزالي الذي يتجاوز قوة 5 درجات فما فوق على مقياس ريختر.

“هذا الارتفاع في القوة يعني تحرير طاقة أكبر بكثير، حيث إن كل درجة إضافية على مقياس ريختر (أو مقياس الماغنيتود الحديث) لا تعني زيادة خطية، بل تعني زيادة تقدّر بحوالي عشرة أضعاف في سعة الموجات الاهتزازية، وزيادة تصل إلى نحو 32 ضعفاً في كمية الطاقة المتحررة. ولذلك، فإن زلزالاً بقوة 7 درجات يُعد كارثياً ومدمراً، ويُحدث أضراراً بالغة في المباني والمنشآت.”

بالإضافة إلى الزلزال “الرئيسي”، هناك أنواع أخرى من الهزات التي تتبع أو تسبق هذا الحدث القوي. فـ**”الهزات الاستباقية”** هي هزات صغيرة تسبق الزلزال الرئيسي، بينما تعرف الاهتزازات اللاحقة للزلزال القوي بـ**”الهزات الارتدادية”** (أو التوابع)، وهي في الواقع زلازل أصغر تحدث كجزء من عملية إعادة توازن القشرة الأرضية.. وقد تكون قوية بما يكفي لإحداث المزيد من الضرر للمباني التي أضعفها الزلزال الأولي.

التأثير الإعلامي والشعبي: استخدام المصطلح تبعاً للضرر

في السياق الإعلامي والشعبي.. غالباً ما يتم التمييز بين المصطلحين بناءً على الضرر الفعلي المسجَّل. فعندما يكون الاهتزاز ضعيفاً ولم ينتج عنه سوى شعور الناس به دون سقوط مبانٍ أو إصابات، يفضل استخدام مصطلح “هزة أرضية” لتخفيف حدة الخبر وطمأنة الجمهور.

في المقابل.. عندما تكون القوة كبيرة وتتسبب في خسائر مادية وبشرية واسعة النطاق، يتم استخدام مصطلح “زلزال” لما يحمله من دلالة على الكارثة والدمار.

هذا الاستخدام.. رغم كونه ليس دقيقاً تماماً من الناحية الجيولوجية التي قد تعتبر الاثنتين “زلزالاً” بدرجات متفاوتة. إلا أنه يعكس الفرق العملي والمؤثر في حياة الناس.

 توحيد الفهم لتعزيز الوعي

إن الفرق بين الزلزال والهزة الأرضية هو فرق في الدرجة والقوة والنتيجة الكارثية المحتملة، وليس فرقاً في الأصل والمنشأ. كلاهما نتاج لحركة الصفائح التكتونية. إن فهم هذا التباين ضروري لتوحيد اللغة العلمية والإعلامية، مما يساعد على تقييم المخاطر بشكل أدق واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.

فالوعي بأن “الهزة الأرضية” قد تكون مجرد طفل للحدث الأكبر هو خطوتنا الأولى نحو الاستعداد الفعال للكوارث الطبيعية.

اقرأ:

الهزات في الوقت المناسب.. هل يمكننا تجاوز الزلزال؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.