في تصريح خاص؛ أكد المدرب السعودي المتخصص في التنمية البشرية، رائد طاشكندي، أن التنمية البشرية أداة أساسية لدعم وتنمية السلام النفسي الداخلي للفرد، خاصة في ظل ضغوط الحياة الحديثة.. المليئة بالصراعات والضغوطات.
وشدد طاشكندي على أن السلام النفسي هو نتاج لـ”إدارة الذات” الفعالة، والتي تمثل جوهر برامج التنمية البشرية.
1. دور الوعي الذاتي في نزع فتيل القلق
أوضح طاشكندي أن الخطوة الأولى نحو السلام النفسي تبدأ بـ الوعي الذاتي (Self-Awareness)، وهو المبدأ الأساسي الذي تركز عليه التنمية البشرية.
“القلق والاضطراب النفسي غالباً ما ينبعان من عدم فهمنا لمشاعرنا الحقيقية ودوافعنا الأساسية. التنمية البشرية تزود الإنسان بـ ‘بوصلة’ تمكنه من فهم نقاط قوته وضعفه، ومعرفة قيمه الحاكمة وأهدافه في الحياة. عندما يعرف الفرد ذاته جيداً، يتمكن من تحديد مصادر التوتر الخارجية والتعامل معها بوعي، بدلاً من أن يكون رد فعله انفعالياً وعشوائياً. هذا الوعي هو أول حائط صد ضد العواصف النفسية.”
2. إدارة الطاقة بدلاً من إدارة الوقت
أشار طاشكندي إلى أن التحول من “إدارة الوقت” إلى “إدارة الطاقة” يمثل نقلة نوعية في تحقيق التوازن النفسي.
“التنمية البشرية الحديثة تركز على أن الوقت مورد ثابت، أما الطاقة فهي متجددة وقابلة للإدارة. عندما يتعلم الفرد من خلال برامجنا كيف يحدد الأنشطة التي تستهلك طاقته الذهنية والجسدية والأخرى التي تجددها، يتمكن من تصميم روتين يومي يدعم صحته النفسية. هذا يشمل وضع حدود واضحة في العلاقات، وتخصيص وقت للانفصال عن ضغوط العمل، ما يؤدي مباشرة إلى تقليل الاحتراق الوظيفي (Burnout) وتعزيز الرضا الداخلي.”
3. المرونة النفسية أداة للمواجهة
أكد طاشكندي أن التنمية البشرية تُعلّم الأفراد كيفية بناء المرونة النفسية (Resilience)، وهي القدرة على التعافي من الصدمات والتحديات.
“لا أحد محصن ضد الفشل أو الأزمات. لكن الفرق بين الأفراد يكمن في قدرتهم على التعافي السريع. برامج التنمية البشرية تمنح الفرد أدوات مثل التفكير الإيجابي الواقعي، ومهارات حل المشكلات الإبداعي. هذه الأدوات تحول التحديات من مصادر للإحباط إلى فرص للنمو والتعلم.
السلام النفسي لا يعني غياب المشاكل، بل يعني امتلاك الآليات الداخلية السليمة لمواجهة تلك المشاكل دون أن تهز الثقة بالنفس أو تفقد الإحساس بالسيطرة.”
اقرأ:
كيف أصبح سلامة الغريب أيقونة في سماء التدريب العربي؟ الإجابة لدينا