أفضل القراء.. أصوات خلدها القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب الله الخالد، وقد ميّز الله بعض عباده بأصوات عذبة وحناجر ذهبية أتقنت تلاوته وتجويده، فنشرت رسالة الإسلام وخلقت حالة من الخشوع والسكينة في قلوب الملايين حول العالم.. فأصبح من بينهم أفضل القراء للقرآن الكريم.
ورغم أن “أفضلية” القراءة ترجع في النهاية إلى الذائقة الشخصية ومشاعر الخشوع التي يثيرها صوت القارئ في نفس المستمع. إلا أن هناك كوكبة من العظماء الذين رسخوا قواعد التلاوة وأصبحوا أيقونات عالمية في هذا الفن الجليل. وكثير منهم ينحدرون من المدرسة المصرية العريقة للتلاوة.
مدرسة التلاوة المصرية
تأتي أسماء عمالقة التلاوة في العصر الحديث، وعلى رأسهم الشيخ محمد رفعت، الذي ارتبط صوته الدافئ بذاكرة المسلمين لسنوات طويلة. حتى أن الشيخ محمد متولي الشعراوي وصفه بأنه يجمع كل مزايا القراء. ويأتي بعده مباشرة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، الذي لقّب بـ “الحنجرة الذهبية” و”صوت مكة”. واشتهر بأسلوبه الفريد ونَفَسه الطويل الذي أسر قلوب المسلمين في جميع بقاع الأرض، من مصر إلى أقصى الشرق والغرب.
كما لا يمكن إغفال بصمات شيوخ كبار تركوا إرثاً لا ينسى، منهم الشيخ محمد صديق المنشاوي، المعروف بأسلوبه الخاشع والمؤثر الذي كان سبباً في بكاء الكثيرين من مستمعيه في مختلف أنحاء العالم. والشيخ محمود خليل الحصري، الذي اعتُبر مرجعاً في أحكام التلاوة والتجويد. حيث سجّل بصوته المصحف المرتّل ليسهل على الناس تتبع الحروف والوقف والابتداء بشكل صحيح.
وإلى جانبهم.. يأتي الشيخ مصطفى إسماعيل الذي تميز بعذوبة صوته ومهاراته العالية في التنقل بين المقامات الموسيقية، مما جعله مدرسة قائمة بذاتها في فن تلاوة القرآن.
امتداد النور إلى العالم الإسلامي
لم تتوقف التلاوة العذبة عند حدود مصر، بل امتدت لتشمل قراء من مختلف الدول الإسلامية الذين نالوا شهرة واسعة في العقود الأخيرة. من المملكة العربية السعودية.. يشتهر شيوخ الحرم المكي والمسجد النبوي مثل الشيخ عبد الرحمن السديس والشيخ سعود الشريم.. اللذين يحظيان بمتابعة جماهيرية ضخمة نظراً لارتباط تلاواتهم بأقدس الأماكن.
كما برز في الساحة الحديثة أسماء مثل الشيخ مشاري راشد العفاسي من الكويت، والشيخ خالد القحطاني. والشيخ هزاع البلوشي، و نورين محمد صديق.. الذين أسهموا في إيصال صوت القرآن إلى الأجيال الجديدة بأساليب عصرية ومقامات متنوعة، مما يؤكد أن كتاب الله يظل منبعاً لا ينضب للأصوات الندية والمتقنة في كل زمان ومكان.