خاص| دكتور ممدوح الدوسري: صلة الرحم أهم الدعائم لمجتمع متماسك
في حديث خاص لموقع أخبار منظمات المجتمع المدني، تحدث الدكتور ممدوح الدوسري، خبير العلاقات الأسرية، عن أهمية صلة الرحم ودورها في بناء مجتمع مترابط ومتماسك. وأكد أن هذه القيمة الإنسانية واجب ديني وأخلاقي، يحقق للإنسان سعادته وطمأنينته النفسية، ويضمن استقرار المجتمع.
صلة الرحم.. مفهوم أعمق من الزيارات التقليدية
يبدأ الدكتور ممدوح حديثه بالتأكيد على أن صلة الرحم ليست مجرد زيارات متبادلة بين الأقارب، بل هي مفهوم أعمق يشمل التواصل، التكافل، التعاطف، والتفاهم. ويوضح ذلك قائلًا:
“صلة الرحم تعني لي الحياة بكل ما تحمله من معانٍ. لا يستغني الإنسان عن الهواء، ولا يستغني السمك عن الماء، وكذلك لا يستغني ممدوح عن الأهل”.
ويشير إلى أن الإسلام جعل صلة الرحم من أسباب البركة في العمر وزيادة الرزق، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: “من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه.”
فوائد صلة الرحم على مختلف جوانب الحياة
ويعدد الدكتور ممدوح الفوائد المتعددة لصلة الرحم، والتي تشمل عدة جوانب:
1. الفوائد الروحية:
-
جلب البركة والرحمة من الله تعالى.
-
تكفير الذنوب والمغفرة.
-
تحقيق النصر والتمكين في الحياة.
2. الفوائد الاجتماعية:
-
تعزيز التعاون والتكافل بين الأقارب.
-
تقوية الروابط العائلية وتعزيز التعاطف والتفاهم.
-
الحد من المشكلات الاجتماعية مثل العزلة والتفكك الأسري.
3. الفوائد النفسية:
-
تقليل التوتر والقلق وتعزيز الراحة النفسية.
-
زيادة الثقة بالنفس وتعزيز الشعور بالانتماء.
-
دعم الأفراد عاطفيًا، مما يسهم في تحسين جودة الحياة.
4. الفوائد الاقتصادية:
-
دعم التعاون الاقتصادي بين أفراد العائلة.
-
تقديم المساعدة المالية للمحتاجين.
-
المساهمة في التنمية الاقتصادية عبر دعم المشروعات العائلية.
5. الفوائد الأخلاقية:
-
تعزيز القيم الأخلاقية مثل الإحسان والعفة والعدل.
-
تقوية روابط الاحترام المتبادل بين الأجيال.
حقوق ذوي الأرحام وواجباتهم
ويؤكد الدكتور ممدوح أن ذوي الأرحام، سواء كانوا من الورثة أم لا، لهم حقوق وواجبات على الإنسان، ومن أبرزها:
-
صلة الرحم وعدم القطيعة، حتى في حال وجود خلافات.
-
التسامح والعفو عن الأخطاء، فالعلاقات الأسرية قائمة على الرحمة والمودة.
-
دعم المحتاجين ماديًا ومعنويًا، ومساندة الضعفاء وكبار السن.
التواصل الأسري وأهميته في استقرار المجتمع

يؤكد الدكتور الدوسري أن التواصل الأسري هو أحد أعمدة استقرار المجتمع، ويشمل:
-
الحوار الفعّال والمستمر بين أفراد الأسرة.
-
قضاء وقت ممتع معًا من خلال اللقاءات العائلية والأنشطة المشتركة.
-
تقديم الدعم العاطفي والمادي، خصوصًا في الأوقات الصعبة.
-
تبادل الاحترام والتقدير بين أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم.
ويشير إلى أن تعزيز التواصل الأسري يحقق العديد من الفوائد، مثل:
-
تحسين العلاقات الأسرية وبناء بيئة مليئة بالمحبة.
-
تعزيز الثقة بين الأفراد، مما يؤدي إلى استقرار نفسي واجتماعي.
-
المساهمة في تنشئة أبناء أسوياء نفسيًا وسلوكيًا.
مخاطر ضعف التواصل الأسري وتأثيره على الأبناء
يحذر الدكتور ممدوح من عواقب ضعف التواصل الأسري، موضحًا أنه يؤدي إلى:
-
تفكك العلاقات الأسرية، مما يجعل الأفراد أكثر عزلة.
-
انتشار مشاعر الوحدة والقلق لدى الأطفال والمراهقين.
-
زيادة المشكلات النفسية والاجتماعية، مثل الاكتئاب والانحراف السلوكي.
-
تأثير سلبي على تنشئة الأبناء، حيث يواجهون صعوبة في بناء علاقات اجتماعية ناجحة مستقبلًا.
لماذا نقصر في صلة الرحم؟ وكيف نعززها؟
وعن سبب تراجع صلة الرحم في العصر الحالي، يوضح الدكتور ممدوح أن الانشغال بالحياة العصرية والتطور التكنولوجي ساهما في تقليل اللقاءات العائلية. لكنه يطرح بعض الحلول لتعزيز الترابط الأسري:
-
تخصيص وقت محدد للتواصل مع الأهل والأقارب، ولو عبر الهاتف.
-
استغلال المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد لتعزيز الروابط الأسرية.
-
استخدام وسائل التواصل الحديثة لإبقاء العلاقات قائمة رغم المسافات.
-
تعليم الأبناء أهمية صلة الرحم، عبر القدوة والممارسة.
واختتم دكتور ممدوح الدوسري حديثه بدعوة الجميع إلى إعادة إحياء هذه القيمة العظيمة، قائلًا:
“صلة الرحم ليست مجرد واجب ديني أو اجتماعي، بل هي استثمار في سعادتنا ومستقبل أبنائنا. فلنجعلها جزءًا أساسيًا من حياتنا، ولنحرص على تقوية الروابط العائلية، لأنها أساس مجتمع سليم ومترابط.”
اقرأ أيضًا:
من هو البروفيسور ممدوح بن سعد الدوسري؟
وتابعنا على الفيسبوك