الوحدة والعزلة الاجتماعية من المشكلات التي تؤثر على صحة الأفراد النفسية والجسدية. وفي هذا التقرير، تُسلط الباحثة السعودية في الشؤون الاجتماعية، دلال بنت يوسف الطامي، الضوء على مجموعة من الإجراءات والخطوات التي يمكن اتخاذها للتغلب على هذه المشكلة، مع التأكيد على أهمية العناية بالنفس والتواصل المستمر مع الآخرين.
العناية بالنفس.. الخطوة الأولى نحو التغيير
تؤكد الطامي على أن حماية الفرد من الآثار السلبية للوحدة تبدأ بالعناية بالذات. وتشدد على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم يتراوح بين 7 و 9 ساعات يوميًا. كما تنصح بممارسة الأنشطة التي تساعد على إدارة التوتر وتحسين الصحة النفسية والجسدية.
التواصل والنشاط.. مفتاح الشعور بالهدف
يشكل التواصل مع الآخرين أحد أهم ركائز مكافحة الوحدة. وتوضح الطامي أن المشاركة في أنشطة ذات معنى مع الآخرين تعزز الشعور بالهدف.. كما تسهم في إطالة العمر. وتقدم مثالًا على ذلك: التطوع. فالتطوع يُخفف من الشعور بالوحدة، ويمنح شعورًا بالرسالة، وهو ما يرتبط بتحسن الصحة. وتؤكد على أن مثل هذه الأنشطة تُحسن المزاج والوظائف الإدراكية.
أفكار عملية لتعزيز التواصل
تقدم الطامي قائمة بأفكار عملية لمساعدة الأفراد على البقاء على تواصل مع محيطهم. وتشمل هذه الأفكار البحث عن نشاط ممتع أو هواية قديمة، أو الالتحاق بدورة تدريبية لتعلم شيء جديد، مما يساعد على التعرف على أشخاص جدد يشاركون نفس الاهتمامات.
وتشدد على أهمية تخصيص وقت يومي للتواصل مع العائلة والأصدقاء والجيران شخصيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية.. كذلك مشاركة المشاعر مع الأشخاص الموثوق بهم. كما تنصح بالاستفادة من التقنيات الحديثة مثل مكالمات الفيديو ومكبرات الصوت الذكية، وفي حال عدم الخبرة في استخدامها، يُنصح بالتسجيل في دورات تدريبية متخصصة.
وفي حالة كانت الظروف تسمح.. يمكن لتبني حيوان أليف أن يكون مصدرًا للراحة ويقلل من التوتر. وتشجع على المشاركة المجتمعية بالانضمام إلى نوادي المشي أو ممارسة الرياضة مع الأصدقاء.
كما تؤكد على ضرورة التعرف على الجيران والموارد المتاحة في المراكز المجتمعية والمكتبات العامة.
نصائح خاصة للأشخاص الذين يعانون من الخرف
تقدم الطامي نصائح إضافية للأشخاص الذين يعيشون بمفردهم ويعانون من الخرف. وتشمل هذه النصائح تحديد شخص موثوق به، مثل أحد الجيران، ليكون جهة اتصال في حالات الطوارئ ويقوم بزيارات منتظمة. وتشدد على أهمية الاستفادة من خدمات الدعم المجتمعي والمنزلي التي تقدمها وكالات الخدمة الاجتماعية.
وتشجع على البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء عبر مكالمات الفيديو والدردشة، والانضمام إلى مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو حضور “مقهى الذاكرة”، وهو مكان آمن للتواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: