التحضير النفسي للمدرسة.. نصائح خبير
التحضير النفسي للمدرسة خطوة حيوية لا تقل أهمية عن شراء الأدوات والكتب المدرسية. ففي مرحلة الاستعداد للعودة إلى الفصول الدراسية، يغفل كثير من الأهالي عن الجانب النفسي للطفل، وهو الأساس القوي لرحلة تعليمية ناجحة. يرى الخبراء أن تهيئة الطفل عاطفياً وذهنياً لتجربة مدرسية جديدة هو ما يمنحه الثقة والأمان، ويحول المدرسة من مكان غريب إلى بيئة محفزة وداعمة للنمو.
لذلك، أصبح فهم كيفية مساعدة الأطفال على تجاوز مخاوفهم وقلقهم من اليوم الأول ضرورة قصوى يجب على كل أسرة أن تضعها في اعتبارها.
في تصريحات صحفية خاصة لموقع عين على العرب، قدم الخبير النفسي والتربوي، الدكتور ممدوح الدوسري، مجموعة من النصائح والإرشادات الهامة للأهالي حول كيفية تهيئة أطفالهم لدخول المدرسة لأول مرة.
“شدد الدكتور الدوسري على أن الانتقال إلى مرحلة جديدة في التعليم ليس مجرد تغيير في المكان، ولكنه تحول عميق على الصعيدين النفسي والاجتماعي. لذا، من الضروري إعداد الطفل لهذا الانتقال بعناية لضمان بداية إيجابية وسهلة في مسيرته التعليمية.”
التحضير النفسي للمدرسة أهم من تحضير الحقيبة المدرسية
يقول الدكتور الدوسري: “يظن الكثير من الأهالي أن الاستعداد للمدرسة يقتصر على شراء الحقائب والكتب والزي المدرسي، وهو خطأ شائع.
حيث أن أهم ما يجب تحضيره هو الجانب النفسي للطفل. لذا؛ من المهم أن يرى الطفل المدرسة كمكان ممتع ومليء بالفرص، وليس مكاناً للعقاب أو الإجبار.
ودعى الدوسري الأهالي إلى بدء الحديث عن المدرسة قبل أسابيع من العام الدراسي، بأسلوب إيجابي ومشجع. يمكنهم مشاركة قصصهم الخاصة عن المدرسة، أو استخدام ألعاب تمثيل الأدوار التي تحاكي أجواء الفصل الدراسي.”
مفتاح الأمان للطفل
الطفل يجد الأمان في الروتين المنظم. مع اقتراب موعد الدراسة، من الضروري إعادة ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ بشكل تدريجي.
يجب أن يعتاد الطفل على الاستيقاظ مبكراً قبل الأسبوع الأول من المدرسة. هذا يساعد على تجنب الشعور بالإرهاق أو التعب في الأيام الأولى.
كما يمكن للأهالي وضع جدول يومي مبسط يوضح ما سيقوم به الطفل في الصباح، مثل الاستيقاظ، تناول الإفطار، وارتداء الملابس، مما يمنحه شعوراً بالتحكم ويقلل من القلق من المجهول.
رسالة حب وثقة قصيرة
يُشير الدكتور الدوسري إلى أن “لحظة الوداع هي من أصعب التحديات التي يواجهها الأهل والطفل. الكثير من الآباء والأمهات يطيلون الوداع أو يظهرون قلقهم، مما يزيد من توتر الطفل.
وأضاف قائلا: نصيحتي هي أن يكون الوداع قصيراً وحازماً. اعطوا طفلكم قبلة سريعة وعانقوه، ثم قولوا له بابتسامة: ‘استمتع بوقتك في المدرسة وسأعود لاصطحابك بعد أن تنتهي’. يجب أن يكون صوتكم مليئاً بالثقة والطمأنينة. هذه الرسالة القصيرة تعلم الطفل أن الانفصال مؤقت وأنكم ستعودون، مما يعزز ثقته بنفسه وبكم.
الاستماع للطفل بعد اليوم الأول أهم من سؤاله عن الواجب
ويختتم الدكتور الدوسري تصريحاته بالقول: “بعد العودة من المدرسة، لا تسألوا الطفل فوراً عن ‘الواجب’ أو ‘الدروس’. الأهم هو الاستماع إلى ما يريد هو أن يشاركه. اسألوه أسئلة مفتوحة مثل: ‘ما الذي جعلك تضحك اليوم؟’ أو ‘ما هو أفضل شيء تعلمته؟’ هذا يفتح قنوات التواصل ويجعل الطفل يشعر بالراحة في التعبير عن مشاعره وتجاربه. احتضان المشاعر السلبية مثل الخوف أو الحزن وتقبلها، مع طمأنة الطفل، هو ما يصنع بداية ناجحة ومستمرة لعام دراسي ناجح.