العمل الخيري في تونس.. كيف تحول شغف فاطمة إلى نجاح ملهم
في قلب العاصمة التونسية، وبين الأزقة المليئة بالحياة، نشأت فاطمة بن عيسى، شابة في العشرينيات من عمرها، تحمل في داخلها شغفًا كبيرًا لمساعدة الآخرين. بدأت رحلتها في العمل الخيري في تونس منذ أن كانت طالبة جامعية، وسرعان ما تحولت من متطوعة بسيطة إلى واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في المجتمع المدني، بفضل إصرارها ورؤيتها الإبداعية.
البداية.. خطوة صغيرة بحلم كبير
لم تكن رحلة فاطمة سهلة، فقد نشأت في بيئة متواضعة جعلتها تدرك عن قرب معاناة الفئات المهمشة. في عام 2018، انضمت كمتطوعة في جمعية “بسمة الخير”، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم الأطفال الأيتام والأسر الفقيرة. كانت مهمتها الأولى توزيع الملابس والأغذية على العائلات المحتاجة. لكنها لم تكتفِ بذلك.
نقلة نوعية.. من متطوعة إلى قائدة مشروع
مع مرور الوقت، لاحظت فاطمة أن الكثير من الأطفال الذين تساعدهم الجمعية يعانون من نقص التعليم والمهارات الحياتية. فقررت إطلاق مشروع “فرصة جديدة”، وهو برنامج تعليمي يهدف إلى تمكين الأطفال من خلال دروس مجانية في الرياضيات، اللغات. والمهارات الرقمية.
بدأ المشروع بموارد محدودة، لكن بفضل جهودها الحثيثة ودعم الجمعية. كما استطاعت تأمين شراكات مع مؤسسات تعليمية ومتطوعين. مما ساعد في تقديم التعليم لمئات الأطفال. وبحلول عام 2021. توسع المشروع ليشمل دورات تدريبية للشباب الباحثين عن فرص عمل.
الابتكار في العمل الخيري.. استخدام التكنولوجيا لتوسيع الأثر
لم تكتفِ فاطمة بالطرق التقليدية، بل استغلت التكنولوجيا لتوسيع نطاق العمل الخيري. أنشأت منصة إلكترونية تتيح للطلاب الوصول إلى دروس تفاعلية ودورات تدريبية. كذلك ساعدت في إطلاق حملات تمويل جماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات والمساعدات.
رسالة أمل لمستقبل مشرق
تثبت قصة فاطمة بن عيسى أن العمل الخيري في تونس ليس مجرد مساعدة. بل قوة تغيير يمكن أن تحدث فارقًا عميقًا في حياة الآخرين. بفضل شغفها، ورؤيتها، والتكنولوجيا.تحولت من متطوعة عادية إلى قائدة مجتمعية ملهمة. تعيد رسم ملامح العطاء في تونس، كما تؤكد أن الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوة صغيرة، لكنها تحتاج إلى إرادة لا تهزم.
اقرأ أيضًا ما هو دور الجمعيات الخيرية؟ اجتماعيًا واقتصاديًا العاملون في الجمعيات الخيرية.. جهود إنسانية في خدمة المجتمع فوائد تطوع المراهقين في العمل الخيري