الإبداع يشرق من جدة.. قصة الدكتور محمد السريحي
في رحاب العطاء الذي لا ينضب من بلداننا العربية.. تتجلى أيادٍ بيضاء تهدي البشرية قامات علمية شامخة.. ومئات المتطوعين الذين يسطّرون أروع قصص خدمة الإنسانية كل عام. ومن بين هذه القامات الشامخة، يبرز اسم لامع، سعودي الهوية، عربي الهوى، إنه الدكتور محمد السريحي، الذي نشأ وترعرع في مدينة جدة العامرة بالحضارة والعلوم والفنون والإبداع.
الدكتور محمد السريحي في سطور
مسيرة تعليمية ملهمة
شهدت مدينة جدة ميلاد الدكتور السريحي في إبريل من العام 1964، ومن مدارسها العريقة استقى أولى دروسه. رحلته التعليمية كانت أشبه بنسيج متقن من الطموح والإصرار.
ففي عام 1988، تخرج في معهد الملاحة الجوية، ليشق طريقه في سماء العلم. ثم، في عام 1998، تكللت جهوده بالتخرج في جامعة الملك عبدالعزيز، كلية الاقتصاد والإدارة، متخصصًا في الإدارة العامة. ولم يكتفِ بذلك، بل سعى نحو آفاق أرحب، فحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية (MBA) من كلية الأمير سلطان.
وتوج مسيرته التعليمية المكللة بالنجاح في عام 2013، بحصوله على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات العليا بالإدارة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بجمهورية مصر العربية، في تخصص إدارة الموارد البشرية.

بصمات مهنية مرموقة
لم تكن مسيرة الدكتور السريحي المهنية أقل كفاحا من مسيرته التعليمية. فقد عمل في الهيئة العامة للطيران المدني، وتحديدًا في مجال صيانة أنظمة الملاحة الجوية، لأكثر من عقدين، من عام 1988 إلى 2013.

ثم انتقل ليثري الأكاديمية السعودية للطيران المدني من عام 2013 إلى 2017، مستشارًا ومديرًا لإدارة الموارد البشرية. ومع تحول وتخصيص قطاعات هيئة الطيران، عاود السريحي العمل في أنظمة الملاحة الجوية ضمن الشركة السعودية لخدمات الملاحة الجوية من عام 2017 إلى إبريل 2019، ليؤكد بذلك عمق خبرته وتنوع إسهاماته.

كذلك فهو مستشار علمي لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية بجامعة الدول العربية؛ وعضو الامانه العامة بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة.
أيادٍ بيضاء في العمل العام
امتد عطاء الدكتور محمد السريحي ليشمل العمل العام، حيث كانت له بصمات واضحة في خدمة المجتمع. هو عضو مؤسس لجمعية البيئة السعودية، ومستشار لجمعية الثقافة والفنون.
كما أسس ملتقى المبدعين، الذي يُعنى بنشر ثقافة الإبداع.. وهو عضو جمعية المعاقين السعوديين، ونال العضوية الشرفية لجمعية المبتكرين والمخترعين المصرية. وإيمانًا منه بأهمية العمل الجماعي.. كان عضوًا مؤسسًا لجمعية المخترعين السعوديين، لمجموعة صناع السعادة التطوعية، التي تهتم بكبار السن والمعاقين والأيتام.
ولترسيخ ثقافة الإبداع.. أسس ديوانية السريحي للإبداع. وفي يناير من العام 2022.. خطى خطوة جديدة بإطلاقه مركز الإبداع العربي للتدريب بمدينة جدة، ليواصل مسيرة التطوير والتدريب في مجالي الإبداع والابتكار.. مستعينًا ببرامج تدريبية تلتزم بالمعايير العلمية العالمية.
ريادة عربية في الإبداع والابتكار

ولأن الطموح لا يعرف حدودًا، أطلق الدكتور السريحي في عام 2021 المجلس العربي للإبداع والابتكار، التابع للاتحاد العربي للتنمية المستدامة، أحد اتحادات الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية. هذا المجلس هو منارة تضيء دروب الإبداع والابتكار في عالمنا العربي، ويهدف إلى توحيد جهود المهتمين بالإبداع والابتكار والبحث العلمي، خدمةً لتوجهات التنمية والحفاظ على البيئة بأساليب علمية وتكنولوجية حديثة.

كما يسعى لتحقيق قيمة مضافة للموارد البشرية، باكتشاف وبناء قدرات المبدعين والمبتكرين، وتحقيق التنمية العلمية والصناعية والاقتصادية والصحية.. بما يعود بنمو اقتصادي مستدام من خلال حراك مجتمعي.. كذلك الاستغلال الأمثل للبيئة ومواردها. سعيًا لتحقيق تنمية مستدامة ومستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة.
اقرأ أيضًا:
بين دفتي كتاب ومبادرة.. الإمارتية فاطمة عبدالله الدربي تهندس دروب السعادة والتسامح